الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الخِطط المقريزية المسمى بـ «المواعظ والاعتبار بذكر الخِطط والآثار» **
: وعمل يعني لمعز الدين الله دارًا وسماها: دار الكسوة كان يفصل فيها من جميع أنواع الثياب والبز ويكسو بها الناس على اختلاف أصنافهم كسوة الشتاء والصيف وكانت لأولاد الناس ونسائهم كذلك وجعل ذلك رسمًا يتوارثونه في الأعقاب وكتب بذلك كتبًا وسمى هذا الموضع: خزانة الكسوة وقال عند ذكر انقراض الدولة. ومن أخبارهم: أنهم كانوا يخرجون من خزائن الكسوة إلى جميع خدمهم وحواشيهم ومن يلوذ بهم من صغير وكبير ورفيع وحقير كسوات الصيف والشتاء من العمامة إلأى السراويل وما دونه من الملابس والمنديل من فاخر الثياب ونفيس الملبوس ويقومون لهم بجميع ما يحتاجون إليه من نفيس المطعومات والمشروبات وسمعت من يقول: إنه حضر كسا القصر التي تخرج في الصيف والشتاء فكان مقدارها ستمائة ألف دينار وزيادة وكانت خلعهم على الأمراء الثياب الديبقي والعمائم بالطراز الذهب وكان طراز الذهب والعمامة من خمسمائة دينار ويخلع على أكابر الأمراء الأطواق والإسورة والسيوف المحلاة وكان يخلع على الوزير عوضًا عن الطوق عقد جوهر. وقال ابن المأمون: وجلس الأجل يعني الوزير المأمون في مجلس الوزارة لتنفيذ الأمور وعرض المطالعات وحضر الكتاب ومن جملتهم ابن أبي الليث كاتب الدفتر ومعه ما كان أمر به من عمل جرائد الكسوة للشتاء بحكم حلوله وأوان تفرقتها فكان ما اشتمل عليه المنفق فيها لسنة ست عشرة وخمسمائة: من الأصناف أربعة عشر ألفًا وثلثمائة وخمس قطع وإن أكثر ما أنفق عن مثل ذلك في الأيام الأفضلية في طول مدتها لسنة ثلاث عشرة وخمسمائة: ثمانية آلاف وسبعمائة وخمس وسبعون قطعة يكون الزائد عنها بحكم ما رسم به في منفق سنة ست عشرة: خمسة آلاف وستمائة وأربعًا وثلاثين قطعًا ووصلت الكسوة المختصة بالعيد في آخر الشهر وقد تضاعفت عما كانت عليه في الأيام الأفضلية لهذا الموسم وهي تشتمل على ذهوب وسلف دون العشرين ألف دينار وهو عندهم الموسم الكبير ويسمى: بعيد الحلل لأن الحلل فيه تعم الجماعة وفي غيره للأعيان خاصة فأحضر الأمير: افتخار الدولة مقدم خزانة الكسوة الخاص ليتسلم ما يختص بالخليفة وهو برسم الموكب: بدلة خاص جليلة مذهبة ثوبها موشح مجاوم مذايل عدتها باللفافتين إحدى عشرة قطعة السلف عنها مائة وستة وسبعون دينارًا ونصف ومن الذهب العالي المغزول: ثلثمائة وسبعون وخمسون مثقالًا ونصف كل مثقال أجرة غزله ثمن دينار ومن الذهب العراقي: ألفان وتسعمائة وأربع وتسعون قصبة. تفصيل ذلك: شاشية طميم السلف: ديناران وسبعون قصبة ذهبًا عراقيًا منديل بعمود ذهب السلف: سبعون وألفان ومائتان وخمسون قصبة ذهبًا عراقيًا فإن كان الذهب نظير المصري كان الذي يرقم فيه: ثلثمائة وخمسة وعشرين مثقالًا لأن كل مثقال نظير تسع قصبات ذهبًا عراقيًا وسط سرب بطانة للمنديل السلف: عشرة دنانير وسبعون قصبة ذهبًا عراقيًا ثوب موشح مجاوم مطرف السلف: خمسون دينارًا وثلثمائة وأحد وخمسون مثقالًا ونصف ذهبًا عاليًا أجرة كل مثقال ثمن دينار تكون جملة مبلغه وقيمة ذهبه: ثلثمائة وأربعة وتسعين دينارًا ونصفًا ثوب ديبقي حريري وسلطاني السلف: اثنا عشر دينارًا غلالة ديبقي حريري السلف: عشرون دينارًا منديل كم أول مذهب السلف: خمسة دنانير ومائتان وأربع قصبات ذهبًا عراقيًا منديل كم ثان حريري السلف: خمسة دنانير حجرة السلف: أربعة دنانير عرضي مذهب السلف: خمسة دنانير وخمسة عشر مثقالًا ذهبًا عاليًا عرضي لفافة للتخت دينار واحد ونصف بدلة ثانية برسم الجلوس على السماط عدتها باللفافتين عشر قطع السلف: مائة وأربعة عشر دينارًا ومن الذهب العالي خمسة وخمسون مثقالًا ومن الذهب العراقي: سبعمائة وأربعة قصبة. تفصيل ذلك: شاشية طميم السلف: ديناران وسبعون قصبة ذهبًا عراقيًا منديل السلف: ستون دينارًا وستمائة قصبة ذهبًا عراقيًا شقة وكم السلف: ستة عشر دينارًا وخمسة وخمسون مثقالًا ذهبًا عاليًا أجرة كل مثقال ثمن دينار شقة ديبقي حريري وسطاني: اثنا عشر دينارًا شقة ديبقي غلالة ثمانية دنانير منديل الكم الحريري: خمسة دنانير حجرة أربعة دنانير عرضي خمسة دنانير عرضي برسم التخت دينار واحد ونصف وهذه البدلة لم تكن فيما تقدم في أيام الأفضل لأنه لميكن ثم سماط يجلس عليه الخليفة فإنه كان قد نقل ما يعمل في القصور من الأسمطة والدواوين إلى داره فصار يعمل هناك ما هو برسم الأجل أبي الفضل: جعفر أخي الخليفة الآمر بدلة مذهبة مبلغها: تسعون دينارًا ونصف وخمسة وعشرون مثقالًا ذهبًا عاليًا وأرعمائة وسبعون قصبة ذهبًا عراقيًا تفصيل ذلك: منديل السلف: عشرة دنانير شقة غلالة ديبقي السلف: ثمانية دنانير حجرة: ثلاثة دنانير وثلث عرضي ديبقي: ثلاثة دنانير الجهة العالية بالدار الجديدة التي يقوم بخدمتها جوهر: حلة مذهبة موشح مجاوم مذايل مطرف عدتها: خمس عشرة قطعة سلفها: ستة آلاف وثلثمائة وثلاثون قصبة تفصيل ذلك: مذهب مكلف موشح مجاوم السلف: خمسة عشر دينارًا وستمائة وستون قصبة سداسي مذهب السلف: ثمانية عشر دينارًا ومائتا قصبة معجر أول مذهب موشح مجاوم مطرف السلف: خمسون دينارًا وألف وتسعمائة قصبة. معجز ثان حريري السلف: خمسة وثلاثون دينارًا ونصف رداء حريري أول السلف: عشرة دنانير ونصف رداء حريري ثان السلف: تسعة دنانير دراعة موشح مجاوم مذايل مذهبة السلف: خمسة وتسعون دينارًا ومن الذهب العراقي الفان وستمائة وخمس وخمسون قصبة شفة ديبقي حريري وسطاني السلف: عشرون دينارًا ونصف شقة ديبقي بغير رقم برسم عجز التفصيل: ثلاثة دنانير ملاءة ديبقي السلف: أربعة وعشرون ينارًا وستمائة قصبة منديل كم أول السلف: ستة دنانير ومائة وستون قصبة ومنديل كم ثان السلف: خمسة دنانير ومائة وستون قصبة منديل كم ثالث السلف: خمسة دنانير حجرة: ثلاثة دنانير عرضي ديبقي: ثلاثة دنانير جهة مكنون القاضي بمثل ذلك على الشرح والعدة جهة مرشد: حلة مذهبة عدتها أربع عشرة قطعة السلف: مئة وأحد وأربعون دينارًا ومن الذهب العراقي: ألف وستمائة وتسع وثمانون قصبة جهة عنبر مثل ذلك. السيدة جهة ظل: مثل ذلك جهة منجب: مثل ذلك الأمير أبو القاسم عبد الصمد: بدلة مذهبة الأمير داود مثله السيدة العمة حلة مذهبة السيدة العابدة العمة مثل ذلك الموالي الجلساء من بني الأعمام وهم أبو الميمون بن عبد المجيد والأمير أبو اليسر ابن الأمير محسن والأمير أو علي ابن الأمير جعفر والأمير حيدرة ابن الأمير عبد المجيد والأمير موسى ابن الأمير عبد الله والأمير أبو عبد الله ابن الأمير داود لكل منهم: بدلة مذهبة البنون والبنات من بني الأعمام غير الجلساء لكل منه: بدلة حريري ست سيدات لكل منهن حلة حريري جهة المولى أبي الفضل جعفر التي يقوم بخدمتها ريحان حلة مذهبة جهة المولى عبد الصمد حلة حريري ما يختص بالدار الجيوشية والمظفرية فعلى ما كان بأسمائهم المستخدمات لخزانة الكسوة الخاص زين الخزان المقدمة: حلة مذهبة ست خزان لكل منهن حلة حريري عشر وقافات لكل منهن كذلك المعلمة مقدمة المائدة كذلك رايات مقدمة خزانة الشراب كذلك المستخدمات من أرباب الصنائع من القصوريات وممن انضاف إليهن من الأفضليات مائة وسبعون حلة مذهبة وحريري على التفصيل المتقدم المستخدمات عند الجهات العالية جهة جوهر عشرون حلة مذهبة وحريري وكذلك المستخدمات عند مكنون الأمراء. الأستاذون المحنكون: الأمير الثقة زمام القصور: بدلة مذهبة الأمير نسيب الدولة مرشد متولي الدفتر كذلك الأمير خاصة الدولة ريحان متولي بيت المال كذلك الأمير عظيم الدولة وسيفها حامل المظلة كذلك الأمير صارم الدولة صاف متولي الستر كذلك وفي الدولة إسعاف متولي المائدة مثله الأمير افتخار الدولة جندب بدلة مذهبة نظير البدلة المختصة بالأمير الثقة ولكل من غير هؤلاء المذكورين: حلة حريري أربع قطع ولفافة فوطة مختار الدولة ظل بدلة حريري ستة أستاذين في خزانة الكسوة الخاص عند الأمير افتخار الدولة جندب لكل منهم بدلة مذهبة جوهر زمام الدار الجديدة بدلة حريري تاج الملك أمين بيت المالمثله مفلح برسم الخدمة في المجلس مثله مكنون متولي خدمة الجهة العالية مثله فنون متولي خدمة التربة مثله مرشد الخاصي مثله النواب عن الأمير الثقة في زمان القصور وعدتهم أربعة لكل منهم بدلة حريري خسرواني العظمي مقدم خزانة الشراب ورفيقه لكل منهما بدلة. كذلك الصقالبة أرباب المداب وعدتهم أربعة لكل منهم: بدلة حريري وشقة وفوطة نائب الستر مثل ذلك. الأستاذون برسم خدمة المظلة وعدتهم خمسة لكل منهم: منديل سوسي وشقة دمياطي وشقة اسكندراني وفوطة الأستاذون الشدادون برسم الدواب وعدتهم ستة كذلك ما حمل برسم السيد الأجل المأمون يعني الوزير: بدلة خاصة مذهبة كبيرة موكبية عدتها: إحدى عشرة وما هو برسم جهاته وبرسم أولاده: الأجل تاج الرياسة وتاج الخلافة وسعد الملك محمود وشرف الخلافة جمال الملك موسى وهو صاحب التاريخ نظير ما كان باسم أولاد الأفضل بن أمير الجيوش وهم: حسن وحسين وأحمد الأجل المؤتمن سلطان الملوك يعني أخا الوزير عن تقدمة العساكر وزم الأزمة وبرسم الجهة المختصة به وركن الدولة عزا الملوكأ بو الفضل جعفر عن حمل السيف الشريف خارجًا عما له من حماية خزانة الكسوات وصناديق النفقات وما يحمل أيضًا للخزائن المأمونية مما ينفق منها على من يحسن في الرأي من الحاشية المأمونية: ثلاثون بدلة. الشيخ الأجل أبو الحسن بن أبي أسامة كاتب الدست الشريف: بدلة مذهبة عدتها خمس قطع وكم وعرضي الأمير فخر الخلافة حسام الملك متولي حجبية الباب: بدلة مذهبة كذلك القاضي ثقة الملك ابن النائب في الحكم: بدلة مذهبة عدتها أربع قطع وكم وعرضي الشيخ الداعي ولي الدولة بن أبي الحقيق: بدلة مذهبة الأمير الشريف أبو علي أحمد بن عقيل نقيب الأشراف: بدلة حريري ثلاث قطع وفوطة الشريف أنس الدولة متولي ديوان الإنشاء بدلة كذلك ديوان المكاتبات الشيخ أبو الرضى ابن الشيخ الأجل أبي الحسن النائب عم والده في الديوان المذكور: بدلة مذهبة عدتها ثلاث قطع وكم أبو المكارم: هبة الله أخوه بدلة مذهبة ثلاث قطع وفوطة أبو محمد حسن أخوهما كذلك أخوهم أبو الفتح بدلة حريري قطعتان وفوطة الشيخ أبو الفضل يحيى بن سعيد الندمي منشئ ما يصدر عن ديوان المكاتبات ومحرر ما يؤمر به من المهمات: بدلة مذهبة عدتها ثلاث قطع وكم مزنر أبو سعيد الكاتب: بدلة حريري أبو الفضل الكاتب كذلك الحاج موسى المعين في الإلصاق كذلك. وأما الكتاب بديوان الإنشاء فلم يتفق وجود الحساب الذي فيه أسماؤهم فيذكروا ومن القياس أن يكونوا تقريبًا من ذلك الشيخ ولي الدولة أبو البركات متولي ديوان المجلس والخاص: بدلة مذهبة عدتها خمس قطع وكم وعرضي ولامرأته حلة مذهبة. الشيخ أبو الفضائل هبة الله بن أبي الليث متولي الدفتر وما جمع إليه بدلة أبو المجد ولده بدلة حريري عدى الملك أبو البركات متولي دار الضيافة: بدلة مذهبة وبعده الضيوف الواردون إلى الدولة جميعهم منهم من له بدلة ومنهم من له بدلة حريري وكذلك من يتفق حضوره من الرسل على هذا الحكم. مقدمو الركاب: عفيف الدولة مقبل بدلة مذهبة القائد موفق والقائد تميم مثل ذلك أربعة من المقدمين برسم الشكيمة لكل منهم: بدلة حريري الرواض عدتهم ثلاثة لكل منهم: بدلة حريري الخاص من الفراشين وهم اثنان وعشرون رجلًا منهم أربعة مميزون لكل منهم: بدلة مذهبة وبقيتهم لكل واحد بدلة حريري. الأطباء: الشديد أبو الحسن علي بن أبي الشديد: بدلة حريري أبو الفضل النسطوري بدلة حريري وكذلك الفئة المستخدمون برسم الحمام وهم ثمانية مقدمهم: بدلة مذهبة وبقيتهم لكل واحد بدلة حريري والي القاهرة ووالي مصر لكل منهما بدلة مذهبة. المستخدمون في المواكب: الأمير كوكب الدولة حامل الرمح الشريف وراء الموكب والدرقة المعزية: بدلة حريري حاملًا الرمحين المعزية أيضًا أمام الموكب بغير درق لكل منهما: منديل وشقة فوطة وهؤلاء الثلاثة رماح ما هي عربية بل هي خشوت قدم بها المعز من المغرب حاملًا لواء الحمد المختصان بالخليفة عن يمينه ويساره لكل منهما بدلة متولي بغل الموكب الذي يحمل عليه جميع العدة المغربية بدلة حريري متولي حمل المظلة كذلك عشرة نفر من صبيان الخاص برسم حمل العشرة رماح العربية المغشاة بالديباج وراء الموكب لكل منهما: منديل وشقة وفوطة حامل السبع وراء الموكب: بدلة حريري. المقدمون من صبيان الخاص وهم عشرون لكل منهم: بدلة عرفاء الفراشين الذين ينحطون عن فراشي الخاص وفراشي المجلس وفراشي خزائن الكسوة الخاص لكل منهم: بدلة حريري الفراشون في خزائن الكسوات المستخدمون بالإيوان وهم الذين يشدون ألوية الحمد بين يدي الخليفة ليلة الموسم فإنها لا تشد إلا بين يديه ويبدأ هو باللف عليها بيده على سبيل البركة ويكمل المستخدمون بقية شدها وما سوى ذلك من القضب الفضة وألوية الوزارة وغيرها وعدتهم: سبعة لكل منهم: منديل سوسي وشقتان اسكندراني. المستخدمون برسم حمل القضب الفضة ولوائي الوزارة أربعة عشر كذلك مشارف خزانة الطيب وكانت من الخدم الجليلة وكان بها أعلام الجوهر التي يركب بها الخليفة في الأعياد ويستدعي منها عند الحاجة ويعاد إليها عند الغنى عنها وكذلك السيف والثلاثة رماح المعزية مشارف خزائن السروج بدلة حريري مشارف خزائن الفرش وكاتب بيت المال ومشارف خزائن الشراب ومشارف خزائن الكتب كل منهم: بدلة حريري بركات الأدمي والمستخدمون بالدولة بالباب وسنان الدولة مز الكركندي عن زم الرهجية والمبيت على أبواب القصور وكانت من الخدم الجليلة والصبيان الحجرية المشدون بلواء الموكب بعد المقربين وعدتهم عشرون لكل منهم الكسوة في الشتاء والعيدين وغيرهما وعدة الذين يقبضون في تقدمتها وينفرد عنهم المستخدمون في الركاب بما لهم من المتحصل في المخلفات في العيدين وهو ما مبلغه ستة آلاف دينار ما لأحدٍ معهم فيها نصيب وكان يكتب في كل كسوة هي برسم وجوه الدولة رقعة من ديوان الإنشاء. فمما كتب به من إنشاء ابن الصيرفي مقترنة بكسوة عيد الفطر من سنة: خمس وثلاثين وخمسمائة ولم يزل أمير المؤمنين منعمًا بالرغائب موليًا إحسانه كل حاضر من أوليائه وغائب مجزلًا حظهم من منائحه ومواهبه موصلًا إليهم من الحباءما يقصر شكرهم عن حقه وواجبه وإنك أيها الأمير لأولادهم من ذلك بجسيمة وأحراهم باستنشاق نسيمه وأخلقهم بالجزء الأوفى منه عند فضه وتقسيمه إذ كنت في سماء المسابقة بدرًا وفي أمير المؤمنين بما عطر له وصوفًا وسير له ذكرًا ولما أقبل هذا العيد السعيد والعادة فيه أن يحسن الناس هيآتهم ويأخذوا عند كل مسجد زينتهم ومن وظائف كرم أمير المؤمنين تشريف أوليائه وخدمه فيه وفي المواسم التي تجاريه بكسوات على حسب منازلهم تجمع بين الشرف والجمال ولا يبقى بعدها مطمع للآمال وكنت من أخص الأمراء المقدمين. قال: ووصلت الكسوة المختصة بغرة شهر رمضان وجمعتيه برسم الخليفة للغرة بدلة كبيرة موكبية مكملة مذهبة وبرسم الجامع الأزهر للجمعة الأولى من الشهر: بدلة موكبية حريري مكملة منديلها وطيلسانها بياض وبرسم الجامع الأنور للجمعة الثانية بدلة منديلها وطيلسانها شعري وما هو برسم أخي الخليفة للغرة خاصة بدلة مذهبة ويرسم له مع جهات الخليفة أربع حلل مذهبات وبرسم الوزير للغرة خاصة بدلة مذهبة مكملة موكبية وبرسم الجمعتين بدلتان حريري ولم يكن لغير الخليفة وأخيه الوزير في ذلك شيء فيذكر ووصلت الكسوة المختصة بفتح الخليج وهي برسم الخليفة تختان ضمنهما بدلتان إحداهما: منديلها وطيلسانها طميم برسم المضي والأخرى جميعها حريري برسم العود وكذلك ما يختص بإخوته وجهاته بدلتان مذهبتان وأربع حلل مذهبة وبرسم الوزير بدلة موكبية مذهبة في تخت وبرسم أولاده الثلاثة: ثلاث بدلات مذهبة وبرسم جهته حلة مذهبة في تخت وبقية ما يخص المستخدمين وابن أبي الرداد في تخوت كل تخت: عدة بدلات وحضر متولي الدفتر واستأذن على ما يحمل برسم الخليفة وما يفرق ويفصل برسم الخلع وما يخرج من حاصل الخزائن عن الواصل وهو ما يفصل برسم الخاص من الغلمان برسم: سبعمائة قباء وخمسمائة وشقين سقلاطون داري وبرسم رؤساء النواتية التي برسم الخاص من العشارية من الشقق الإسكندراني والكلوتات وقد تقدم تفصيل الكسوات جميعها وعددها وأسماء المستمرين لقبضها. وقال في كتاب الذخائر: وحدثني من أثق به عن ابن عبد العزيز أنه قال: قومنا ما أخرج من خزائن القصر يعني في سني الشدة أيام المستنصر من سائر ألوان الخسرواني ما يزيد على خمسين ألف قطعة أكثرها مذهب وسألت ابن عبد العزيز فقال: أخرج من الخزائن مما حررت قيمته على يدي وبحضرتي أكثر من ألف قطعة. وحدثني أبو الفضل يحيى بن دينار البغدادي: أحد أصحاب الدواوين بالحضرة أن الذي تولى أبو سعيد النهاوندي المعروف: بالمعتمد بيعه خاصة من مخرج القصر دون غيره من الأمناء في مدة يسيرة: ثمانية عشر ألف قطعة من بلور ويحكم منها ما يساوي الألف دينار إلى عشرة دنانير ونيف وعشرون ألف قطعة خسرواني. وحدثني عميد الملك أبو الحسن علي بن عبد الكريم فخر الوزراء بن عبد الحاكم أن ناصر الدولة أرسل يطالب المستنصر بما بقي لغلمانه فذكر أنه لم يبق عنده شيء إلا ملابسه فأخرج ثمانمائة بدلة من ثيابه بجميع آلاتها كاملة فقومت وحملت إليه. وقال ابن الطوير: الخدمة في خزائن الكسوات لها رتبة عظيمة في المباشرات وهما خزانتان فالظاهرة يتولاها خاصة أكبر حواشي الخليفة إما أستاذ أو غيره وفيها من الحواصل ما يدل على إسباغ نعم الله تعالى على من يشاء من خلقه من الملابس الشروب والخاص الديبقي الملونة رجالية ونسائية والديباج الملونة والسقلاطون وإليها يحمل ما يستعمل في دار الطراز بتنيس ودمياط وإسكندرية من خاص المستعمل وبها صاحب المقص وهو مقدم الخياطين ولأصحابه مكان لخياطتهم والتفصيل يعمل على مقدار الأوامر وما تدعو الحاجة إليه ثم ينقل إلى خزانة الكسوة الباطنة ما هو خاص للباس الخليفة ويتولاها امرأة تنعت: بزين الخزائن أبدًا وبين يديها ثلاثون جارية فلا يغير الخليفة أبدًا ثيابه إلا عندها ولباسه خافيًا الثياب الدارية وسعة أكمامها سعة نصف أكمام الظاهر وليس في جهة من جهاته ثياب أصلًا ولا يلبس إلا من هذه الخزانة وكان برسم هذه الخزانة بستان من أملاك الخليفة على شاطئ الخليج يعني أبدًا فيه النسرين والياسمين فيحمل في كل يوم منه شيء في الصيف والشتاء لا ينقطع البتة برسم الثياب والصناديق فإذا كان أوان التفرقة الصيفية أو الشتوية شد لمن تقدم ذكره من أولاد الخليفة وجهاته وأقاربه وأرباب الرواتب والرسوم من كل صنف شدة على ترتيب الفروض من شقق الديباج الملون والسقلاطون إلى السوسي والإسكندراني على مقدار الفصول من الزمان ما يقرب من مائتي شدة فالخواص في العراضي الديبقي ودونهم في أوطية حرير ودونهم في فوط إسكندرانية ويدخل في ذلك: كتاب ديواني الإنشاء والمكاتبات دون غيرهم من الكتاب على مقدارهم وذلك يخرج من الجواري في الشهر المطلقات. وقال القاضي الفاضل في متجددات سنة سبع وستين وخمسمائة بعد وفاة العاضد: وكشف حاصل الخزائن الخاصة بالقصر فقيل: إن الموجود فيها: مائة صندوق كسوة فاخرة من موشى ومرصع وعقود ثمينة وذخائر فخمة وجواهر نفيسة وغير ذلك من ذخائر عظيمة الخطر وكان الكاشف بها الدين قراقوش. خزائن الجوهر والطيب والطرائف قال ابن المأمون: وكان بها الأعلام والجوهر التي يركب بها الخليفة في الأعياد ويستدعى منها عند الحاجة ويعاد إليها عند الغني عنها وكذلك السيف الخاص والثلاثة رماح المعزية وقال في كتاب الذخائر والتحف: وذكر بعض شيوخ دار الجوهر بمصر: أنه استدعى يومًا هو وغيره من الجوهريين من أهل الخبرة بقيمة الجوهر إلى بعض خزائن القصر يعني في أيام الشدة زمن المستنصر فأخرج صندوق كيل منه: سبعة أمداد زمرد قيمتها على الأقل: ثلثمائة ألف دينار وكان هناك جالسًا فخر العرب بن حمدان وابن سنان وابن أبي كدينة وبعض المخالفين فقال بعض من حضر من الوزراء المعطلين للجوهريين: كم قيمة هذا الزمرد فقالوا: إنما نعرف قيمة الشيء إذا كان مثله موجودًا ومثل هذا لا قيمة له ولا مثل! فاغتاظ وقال ابن أبي كدينة: فخر العرب كثير المؤنة وعليه خرج فالتفت إلى كتاب الجيش وبيت المال فقال: يحسب عليه فيه خمسمائة دينار فكتب ذلك وقبضه وأخرج عقد جوهر قيمته على الأقل: من ثمانين ألف دينار فصاعدًا فتحريا فيه فقال: يكتب بألف دينار وتشاغلوا بنظر ما سواه وانقطع سلكه فتناثر حبه فأخذوا واحد منهم واحدة فجعلها في جيبه وأخذ ابن أبي كدينة أخرى وأخذ فخر العرب بعض الحب وباقي المخالفين التقطوا ما بقي منه وغاض كأن لم يكن وأخذ ما كان أنفذه: الصليحي من نفيس الدر الرفيع الرائع وكيله على ما ذكر سبع وبيات وأخذوا ألفًا ومائتي خاتم ذهبًا وفضة فصوصها من سائر أنواع الجوهر المختلف الألوان والقيم والأثمان والأنواع مما كان لأجداده وله وصار إليه من وجوه دولته منها ثلاثة خواتم ذهب مربعة عليها ثلاثة فصوص أحدها زمرذ والإثنان ياقوت سماقي ورماني بيعت باثني عشر ألف دينار بعد ذلك. وأحضر خريطة فيها نحو ويبة جوهر وأحضر الخبراء من الجوهريين وتقدم إليهم بقيمتها فذكروا أن لا قيمة لها ولا يشتري مثلها إلا الملوك فقومت: بعشرين ألف دينار فدخل جوهر الكاتب المعروف: بالمختار عز الملك إلى المستنصر وأعلمه أن هذا الجوهر اشتراه جده: بسبعمائة ألف دينار واسترخصه فتقدم بإنفاقه في الأتراك فقبض كل واحد منهم جزء بقيمة الوقت وفرق عليهم. قال: فأما ما أخذ مما في خزائن البلور والمحكم والمينا المجرى بالذهب والمجرود والبغدادي والخيار والمدهون والخلنج والعيني والدهيمي والآمدي وخزائن الفرش والبسط والستور والتعاليق فلا يحصى كثرة. وحدثني من أثق به من المستخدمين في بيت المال: أنه أخرج يومًا في جملة ما أخرج من خزائن القصر عدة صناديق وإن واحدًا منها فتح فوجد فيه على مثال كيزان الفقاع من صافي البلور المنقوش والمجرود شيء كثير وإن جميعها مملوء من ذلك وغيره وحدثني من أثق به أنه رأى: قدح بلور مجرودًا بمائتين وعشرين دينارًا ورأى خردادي بلور بيع: بثلثمائة وستين دينارًا وموز بلور بيع: بمائتين وعشرة دنانير ورأى صحون مينا كثيرة تباع من: المائة دينار إلى ما دونها.وحدثني من أثق بقوله أنه رأى بطرابلس قطعتين من البلور الساذج الغاية في النقاء وحسن الصنعة إحداهما خردادي والأخرى باطية مكتوب على جانب كل واحدة منهما: اسم العزيز بالله تسع الباطية سبعة أرطال بالمصري ماء والخردادي تسعة وإنه عرضهما على جلال الملك أبي الحسن علي بن عمار فدفع فيهما: ثمانمائة دينار فامتنع من بيعهما وكان اشتراهما من مصر من جملة ما أخرج من الخزائن وإن الذي تولى بيعه: أبو سعيد النهاندي من مخرج القصر دون غيره من الأمناء في مديدة يسيرة ثمانية عشر ألف قطعة من بلور ويحكم منها ما يساوي: وأخرج من صواني الذهب المجراة بالمينا وغير المجراة المنقوشة بسائر أنواع النقوش المملوء جميعها من سائر أنواعه وألوانه وأجناسه شيء كثير جدًا ووجد فيما وجد غلف خيار مبطنة بالحرير محلاة بالذهب مختلفة الأشكال خالية مما فيها من الأواني عدتها: سبعة عشر ألف غلاف كان في كل قطعة إما بلور مجرود أو محكم أو ما يشاكله ووجد أكثر من مائة كأس باد زهر ونصب وأشباهها على أكثرها اسم هارون الرشيد وغيره. ووجد في خزائن القصر عدة صناديق كثيرة مملوءة سكاكين مذهبة ومفضضة بنصب مختلفة من سائر الجواهر وصناديق كثيرة مملوءة من أنواع الدوى المربعة والمدورة والصغار والكبار المعمولة من الذهب والفضة والصندل والعود والأبنوس الزنجي والعاج وسائر أنواع الخشب المحلاة بالجوهر والذهب والفضة وسائر الأنواع الغريبة والصنعة المعجزة الدقيقة بجميع آلاتها فيها ما يساوي: الألف دينار والأكثر والأقل سوى ما عليها من الجواهر وصناديق مملوءة مشارب ذهب وفضة مخرقة بالسواد صغار وكبار مصنوعة بأحسن ما يكون من الصنعة وعدة أزيار صيني كبار مختلفة الألوان مملوءة: كافورًا قيصوريًا وعدة من جماجم العنبر الشحري ونوافج المسك التبتي وقواريره وشجر العود وقطعه. ووجد للسيد رشيدة ابنة المعز حين ماتت في سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة: ما قيمتهألف ألف دينار وسبعمائة ألف دينار من جملته: ثلاثون ثوب خز مقطوع واثنا عشر ألفًا من الثياب المصمت ألوانًا ومائة قاطرميز مملوءة كافورًا قيصوريًا ومما وجد لها معممات بجواهرها من أيام المعز وبيت هرون الرشيد الخز الأسود الذي مات فيه بطوس وكان من ولي من الخلفاء ينتظرون وفاتها فلم يقض ذلك إلا للمستنصر بالله فحازه في خزانته.
|